|
|
التلاقي الموضوعي لإرادة المغرب
مع المنتظم الدولي قدم السيد كوفي عنان الامين العام
للأمم المتحدة تقريره المتعلق بقضية الصحراء على انظار مجلس
الامن في انتظار التصويت عليه· التقرير يطرح صيغة الحل السياسي
أو الحل الثالث كمخرج لقضية مفتعلة، بعد ان تبين له بالملموس
استحالة اجراء استفتاء بالاقاليم الصحراوية نظرا للعراقيل التي
تعترض سبيله· وينص التقرير في جوهره على امكانية العمل بحكم
ذاتي ذي صلاحيات محددة في اطار السيادة المغربية· وهو بهذا يلتقي
موضوعيا مع الاقتراح المغربي في برلين، ومع التوجهات المغربية
القاضية بتفعيل الجهوية دعما للديمقراطية
وال... تتمة
النص |
ثقافة
التلميح! حسب أنباء صحفية فإن المدير الجهوي
لمكتب الحبوب و القطاني قال بأن هناك برلمانيين و عدولاً
يستفيدون بشكل غير قانوني من الدقيق المدعم. طبعاً، من المهم
أن يُقدِمَ مسؤول من حجم السيد المدير الجهوي على فضح مثل هذه
السلوكات غير القانونية. لكننا لا نكاد نفهمُ إصرار السيد المدير
الجهوي على ذكر هؤلاء >المستفيدين< بِصِفَاتِهِمْ لا
بأسمائهم. كما أننا لا نكاد نفهم لماذا يلجأ مثلُ هؤلاء الناس،
رغم وجودهم في موقع المسؤولية، إلى وسائل الإعلام للإدلاء بمثل
هذه التصريحات بدل اللجوء إلى السلطات القضائية و
الأم... تتمة
النص |
| |
|
وداعا بروميثيوس
المسرح المغربي ( 26/07/2001
) |
الى
روح محمد الكغاط الطاهرة ضمن برنامجها الثقافي والفني في
دورته الثانية عمل مهرجان سلا هذه السنة على تكريم المرحوم د محمد
الكغاط وذلك يوم الأربعاء 18 يوليوز المنصرم بمشاركة اتحاد كتاب المغرب
وفرع النقابة الوطنية لمحترفي المسرح وبعض الدكاترة المسرحيين الذين
يقاسمون المرحوم حياته الفنية والأكاديمية والعلمية خصوص د يونس لوليدي
ود سعيد الناجي هذا بالإضافة الى حضور عائلته وبعض أصدقائه وزملائه
الفنانين والمبدعين والنقاد، ونظرا لأهمية هذا الحضور في ذاكرة المسرح
المغربي ارتأينا أن نأخذ كلمة الدكتور يونس لوليدي وننشرها ضمن إعدادنا
لما لها من وقع تأثيري كبير، ولما لها أيضا من حس نقدي لتجربة المرحوم
سي محمد الكغاط سواء الحياتية كإنسان أم الأكاديمية كباحث، وبنشرنا
لهذه المداخلة تشكر جريدة بيان اليوم الدكتور يونس لوليدي.
الدكتور يونس لوليدي " عندما تتهيأون ... عندما تستعدون
... عندما تريدون" (1) أبكي سي محمد. أشهد ألا أحد تذوق الأسطورة
الإغريقية كما تذوقتها... ووظفها في المسرح المغربي كما وظفتها...
فلجأت اليها كلما أردت أن تعبر عن قلق البشرية وخوفها، وعن حيرة العقل
أمام القدر ومشاكل الحياة المستعصية، خصوصا مشكلة الشر. أشهد ألا
أحد عشق أنتيجون كما عشقتها... وأنطق (إليكترا) كما أنطقتها... وأشفق
على (أيو) كما أشفقت عليها. انتقيت من الميتولوجيا الإغريقية هذه
الأساطير الثلاث لتجسد من خلالها ما يعرف " بالنظام العالمي" الذي قام
دائما على القوة. أشهد ألا أحد حمل بروميتوس جراح الأمة العربية
وانكساراتها وأحلامها في غد أفضل كما حملته أنت... فجعلته يعلن عن
إرادته. "أراد أن يتساوى الأسود بالأبيض! أراد أن يفاخر العبد
السيد وأن يبارز الضعيف القوي! أراد أن يتجاسر العالم " الثالث"
على القوة الأعظم!" (2) أشهد ألا أحد ذاب في حب بغداد، كما ذبت أنت
فيها... وجعلها فضاء لأحداث مسرحياته، كما جعلتها أنت... ألست القائل
عنها: " بغداد... كانت بغداد تملأ ذهني وأنا أكتب " أساطير معاصرة"،
بغداد التي تنتمي إلى إحدى أعرق الحضارات الإنسانية... بغداد مدينة
السلام في العصر العباسي... بغداد مدينة الثراث الإسلامي. بغداد هارون
الرشيد وألف ليلة وليلة، بغداد التي عرفت القوة في تاريخها القديم.
بغداد التي هاجمت وهوجمت قبل أن تتعرض لهجمة الماغول والتتر لتسقط...
لكنها نهضت من جديد،" (3). لقد منحتك الأسطورة موضوعا عاما استطعت
أن تبلور من خلاله الفكرة التي أردت طرحها، كما أنها قدمت لك نماذج
إنسانية رائعة. لقد أحسست في كثير من الأحيان أن البناء الأسطوري يعبر
عن هدفك أكثر من أي بناء آخر، لأن البناء الأسطوري أعمق في كثير من
الأحيان من أي بناء آخر. حملت هم المسرح المغربي، أستاذا جامعيا،
وباحثا، ومؤلفا، ومخرجا، وممثلا... مكنك هاجس القالب المسرحي بداية
بمسرحيتك " بشار الخير"- التي استلهمت فيها (السما يرى) واتصلت من
خلاله بالتراث بطريقة فنية وجمالية تساعد على الخلق والإبداع من أجل
التواصل - وانتهاء بكتابك " المسرح وفضاءاته" الذي حددت فيه زمان ومكان
انطلاق محاولات البحث عن قالب مسرحي عربي. لقد آمنت بأن النص بعض
المسرح وليس المسرح كله، لذلك أكدت بأنه علينا- ونحن نعود الى أصولنا
المسرحية - أن نعود الى كل وسائل التعبير، وأن نأخد منها ماهو جميل
فيها لنصوغ قالبا مسرحيا يكون وسيلة من وسائل التعبير. لقد بينت
كيف لجأ الانسان العربي قديما الى كل الممارسات الفردية والجماعية التي
تستجيب لنزعته الفطرية العامة في التمثيل وتلبي حاجته الى فهم الكون
وتصويره عن طريق المحاكاة، وعندما استورد هذا الإنسان العربي المسرح
الغربي اتجه تلقائيا الى تطعيمه بتراثه الحكائي والفرجوي ليثبت أن
الفرجة تراث إنساني، وأن الشخصيات المحلية يمكنها أن تكون مشغولة بهموم
العالم، وليثبت أيضا أن الشكل يمكنه أن ينبع من المضمون(4) اتخدت
التجريب منهجا ومسلكا... كنت مجربا وتجريبيا حتى النخاع على مستوى
النص، وعلى مستوى الإخراج، وعلى مستوى أداء الممثل، وعلى مستوى
الإنارة، جربت لأنك أحسست بحاجة المسرح المغربي الى التجريب، ألست
القائل " قدمنا أعمالا تندرج ضمن التجريب الذي ما فتئنا نمارسه ونتمسك
به" (5). آمنت بالإيقاع ... إيقاع الكتابة ... إيقاع الإخراج ...
إيقاع التمثيل ... إيقاع الحياة... أحببت الحياة وأقبلت عليها... لم
تهب الموت وواجهته بابتسامتك... لقد عشت كما يعيش البطل التراجيدي
: نبيلا بطيبوبتك وسماحتك ... وصلت الى القمة بتواضعك وبعملك وحب الناس
لك... وسقطت نتيجة المرض... فكنت عظيما في سقطتك. لقد درست الظاهرة
المسرحية بين النص والعرض، وكان هدفك من هذه الدراسة هو تجديد مفهوم
مجموعة من المصطلحات، وإعطاء معاني جديدة لمصطلحات أخرى، وكذا تتبع
الفعل المسرحي انطلاقا من الكلمة ووصولا الى الأداء. وشكل المنهج
الذي اقترحته لمقاربة النص المسرحي، قفزة نوعية على مستوى الدراسات
المتعلقة بتحليل النصوص المسرحية. هذا المنهج الذي درست فيه المسرحية
من زاوية الكتابة الدرامية، ومن زاوية الكتابة السينوغرافية". إنه
التحليل " الدراماتوجي" الذي ينظر الى المسرحية نظرة شمولية تسعى الى
الإحاطة بأهم العناصر " السينوغرافية" الموجودة في نص الحوار. ونص
الإرشادات المسرحية. تحليل يركز على سائر العناصر التي من شأنها أن
تتيح نقل النص من الكتابة الدرامية الى تصور العرض بتقنياته المختلفة.
وهذا ما يدل على أنك تجمع بين عمق تفكير وإحساس الكاتب المسرحي، وبين
صنعة وخبرة " الدراماتوج". يقولون : " مات اسي محمد"...لقد جانبوا
الصواب ...كيف تموت وأنت حي فينا؟في كل واحد منا بعض منك... منا من فيه
طيبوبتك ودماثة خلقك.. ومنا من فيه علمك وتواضعك... ومنا من فيه حبك
للحياة وإقبالك عليها...ومنا من فيه هوسك بالمسرح، وحبك للفن ... ستظل
حيا مادمنا جميعا أحياء. لم تكن تكتب مسرحيات فقط، وإنما مشاريع
عروض... فأنت من الكتاب القلائل الذين يتحدثون في ارشاداتهم المسرحية
عن المخرج والممثل وعمال الديكور، كما تركز على التفاصيل التقنية كعمق
الخشبة، ومستوياتها من حيث الإرتفاع والانخفاض، ومناطقها الأمامية
والخلفية، وبؤرة اللعب. وما من شك في أن ذلك راجع الى أنك كاتب ومخرج
مسرحي في الوقت نفسه. ويكمن الفرق بين الكاتب المسرحي والكاتب /
المخرج، في أن هذا الأخير يكتب النص في الوقت نفسه. لم تكتب قط
مسرحيات تهتم فقط بالجانب الدرامي أو تهتم فقط بالجانب الجمالي، وإنما
دائما مسرحيات تهتم بالجانبين معا لأنك تبحث باستمرار عن الفضاء الفكري
والفضاء الفرجوي في المسرح. هذا المسرح الذي أعطيته كل شيء، وأعطاك هو
بدوره شيئا هاما. ألست القائل : " إذا كنت قد استفدت من المسرح فوائد
لا تحصى، فإن أهم ما استفدته خلال تجربتي المسرحية هو أن العمل المسرحي
يجعلك تبتكر باستمرار... وبقدر ما يحتاجه المسرح من متطلبات بقدر ما
يدفعك الى الابتكار... وبقدر ما تقل الامكانيات بقدر ما يكثر
الإبتكار... وبقدر ما تكثر الحاجة بقدر ما يولد الاختراع". (6)
أشياء كثيرة ستتغير في حياتنا... جلساتنا العلمية... مناقشاتنا
للرسائل والأطاريح... جلساتنا الحميمية... أسفارنا ... لأن محورها
الرئيسي ومحركها الأول قد غاب عنها بجسده... وإن كان سيظل يلقي عليها
بروحه وبظله. أن يشملك ملك البلاد بعنايته فذلك إقرار بأنك ملك لكل
المغاربة... وذلك أجمل وسام يمكن أن تضعه على صدرك وأنت حي. أن
يبكيك هؤلاء الأحبة بهذه الحرقة... وبهذا الصدق ... فذلك أجمل وسام
يمكن أن تضعه على صدرك وأنت ميت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1- محمد الكغاط = أساطير محاصرة وبشار الخير-
منشورات كلية الآداب ظهر المهراز - 1993 ص 64 2 - محمد الكغاط -
برمتيوس 91 أو بغداديات - ص 2 3 - محمد الكغاط - أساطير معاصرة
وبشار الخير - ص 1 4 - انظر محمد الكغاط - المسرح وفضاءاته -
البوكيلي للطباعة والنشر - 1996 . 5 - محمد الكغاط - مسرحية تميشا
للا- مخطوط- " قبل البرولوج" - ص 1 6 - محمد الكغاط - أساطير
معاصرة وبشار الخير ص 61 .
|
| |
|